منذ وفاة زوجها، أصبحت أم بشير المعيل الوحيد لأطفالها السبعة الذين يعيشون معها في مخيم للنازحين شمال سوريا، تعيشُ الأسرة في خوف. الحياة في المخيم مخيفة بالنسبة لأم عزباء وأطفالها. 

“عندما نخلدُ إلى النوم ليلًا نشعرُ جميعًا بالخوف الشديد، أشعرُ بغياب زوجي أكثر في هذا الوقت، مما يجعلنا نشعرُ بعدم الأمان “.

تقومُ أم بشير على تربية أطفالها في مخيم بريف إدلب الغربي، وهم يعيشون في حالة فقر شديد.

ابنها أحمد يبلغُ من العمر 11 عامًا، ولديه إعاقة تتطلبُ رعايةً بشكل دائم.

تصف حياتهم اليومية الصعبة: “يحتاجُ طفلي أحمد إلى الدواء بشكل دائم، ولكن لا أستطيعُ تأمين ما يكفي من أدوية. ينام فترات طويلة ويبكي كثيرًا، كل صباح أغيرُ ملابسه وأعطيه بعض الأدوية وأحضرُ له الفطور.

 يحبُ أحمد تناول الشاي. كما يحبُ سماع تلاوة القرآن الكريم.

نخلدُ إلى النوم وبطوننا خاوية

تعيشُ أم بشير حياة صعبة للغاية، فرّوا من منزلهم مع سقوط القذائف وسط رعب وخوف من أصوات الطائرات في سماء المنطقة، وقد اضطروا للنزوح عدة مرات، ريثما حل بهم المطاف في هذا المخيم، يسود حياتهم الفقر والجوع. 

مع مرور الأيام، ينامُ أطفالي دون عشاء، لأننا نعيشُ في فقر مُدقع 

لدعم أطفالها، بدأت أم بشير العمل بشكل يومي في حصاد المحاصيل، حيث كانت قادرةً على استخدام البعض من هذا المال لشراء اللوازم المدرسية لبناتها الصغيرات، اللاتي أرسلتهن إلى المدرسة. وهي تعملُ حاليًا على قطف الزيتون مع بناتها الأخريات، وتقول لنا: “أبذلُ قصارى جهدي في المنزل، وأنا ممتنة لأطفالي المرضى”. 

أزمة الشتاء

لسوء الحظ، لا تزالُ أم بشير لا تستطيعُ تأمين ما يكفي من الطعام أو الدواء، كما أن الشتاء البارد في سوريا قاسي مما يجعلُ الحياة أكثرُ صعوبة.

أحتاجُ إلى حطب التدفئة خلال فصل الشتاء، وأضطرُ لحرق الملابس القديمة البالية في حال عدم توفر الحطب، كي يشعر أطفالي بالدفء، يطلبُ أطفالي ملابس شتوية، لكنني لا أستطيعُ تأمينها لهم. 

مخاوف فيروس كورونا

أدت جائحة كورونا إلى تفاقم المصاعب العديدة التي تواجهُها العائلات، حيثُ يشكل لهم تهديدًا بالمرض والوفاة.

يصعبُ على النازحين تطبيقُ قواعد الحجر الصّحي والتباعدُ الاجتماعي، لكن أم بشير تفعل ما في وسعها لحماية نفسها وأطفالها. 

أطلبُ من أطفالي المواظبة على ارتداء الأقنعة الواقية، وتنظيف أيديهم بالصابون، وعدم الاختلاطُ مع الاشخاص، في محاولة لمنعهم من الإصابة بالعدوى، إذا أصيب شخص ما، لا أعرفُ ماذا أفعل. لا يوجدُ مكان هنا للعزل، باستثناء خيمتنا الصغيرة، لذلك أخشى جدًا مما قد يحدثُ لأولادي خلال هذا الوباء “. 

“أتمنى أن يشعر السوريين بالأمان”

قدمت الإغاثة الإسلامية مساعداتً عاجلة للعائلات النازحة في الشمال السوري، حيث تلقت أم بشير طرودًا غذائية ومستلزمات النظافة ولحومًا طازجة وفراش وأغطية بلاستيكية وبطانيات، الغذاء مكلف للغاية في سوريا، وخاصة المواد الغذائية الأساسية مثل الحبوب والسكر والأرز والبرغل، لذلك تُحدثُ طرودُ الطعام فرقًا كبيرًا للعائلات التي تكافحُ للعثور على الطعام.

تساعدُ سلالُ الطعام التي نتلقاها في تخفيف العبء عن عاتقنا. بعد 10 سنوات من الأزمة، آمل من الله أن تنتهي معاناةُ الشعب السوري، حتى نتمكن من العودة إلى بلدنا والمضي قدمًا في حياتنا بسلام “.

كجزء من استجابتنا الإنسانية الواسعة للأزمة في سوريا، تقدمُ الإغاثة الإسلامية الطعام الطازج والخبز، لتصل إلى أكثر من 770,000 شخص خلال عام 2020.

بمساعدتكم، سنستمرُ في أن نكون شريانُ حياة لأولئك الذين يعانون بعد عشر سنوات من الأزمة