الأمنُ الغذائي وسُبل العيش

لقد كان للأزمة التي استمرت عقدًا من الزمن الأثر الاجتماعيّ والاقتصادي المدمر على ملايين السوريين، مما قلل من القُدرةُ الشرائية وحرمانُهم من الخدمات الأساسية، والقدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، كما أنّهُ حدّ بشدة من فرص العمل، وزاد من الفقر والضعف. فقد ازداد متوسطُ سعر ​​السّلة الغذائية في سوريا ليصل لأكثر من 247 ٪ في تشرين الأول (أكتوبر) 2020.

 أي أنّه أكثرُ مما كان عليه في نفس الوقت من عام 2019، وبذلك دفع ارتفاعُ أسعار الغذاء المتصاعد بشكل كبير المزيد من الناس إلى عدم القدرة على شراء الغذاء، وبالتالي أدى ذلك لانعدام الأمن الغذائي. وبحلول تاريخ (تموز / يوليو)2020، أصبح ما يقاربُ 9.3 مليون شخص لا يستطيعون معرفة متى ستكونُ وجبتهم التالية، أو من أين ستأتي.

تقدمُ الإغاثةُ الإسلاميةُ الطعام والخبز الطازج، لتصل إلى أكثر من 720,000 شخصًا في عام 2020 وحده. حيثُ استفاد ما يقاربُ 108,000شخص من الطرود الغذائية التي تم توزيعُها في شهر رمضان المبارك، بينما وصلت لحومُ الأضاحي الطازجة إلى ما يقاربُ 61,000 شخص في عيد الأضحى المبارك.

تلقى اللاجئون السوريون في تركيا الدعم من خلال برنامج سبلُ العيش المستدامة القائمُ على الزراعة، بهدف بناء قدرة الأسر الضّعيفة على الصمود وتحصيل دخلها اليومي والاعتماد على الذات، حيثُ نقومُ بتمكين 450 أسرة من أجل تحسين سبل عيشهم والحصول على الغذاء. إجمالًا قد شرع أكثر من 2,100 شخص حتى الآن في زراعة الأراضي، ومشاريعُ تربية النحل وتنمية قُدراتهم المهنية.

نرتقي بمساعدة الآخرين”

تقولُ هدى، وهي واحدة من 5.6 مليون شخص على الأقل فرّوا من سوريا منذُ بدء الأزمة: “لم أتمكن من العثور على عمل هنا، لأنّ هذه المدينة صغيرة، وفيها عدد كبير من السوريين. كذلك لا يمكنني ترك أطفالي في المنزل والابتعاد عنهم لمدة طويلة”

عانت هي وأطفالُها الصغار من ظروف مزرية في أحّد مخيمات النازحين في سوريا، قبل عبور الحدود التركية في محاولة للحصول على الأمان. عاشوا في هاتاي، وواجهوا فقرًا مدقعًا، حيث كافحت هدى وهي أرملة، للعثور على عمل، حتى وجدت فرصتها للعمل على مشروعها الخاص بمساندة من الإغاثة الإسلامية.

“الآن أعملُ في البيت البلاستيكي الذي قدمتهُ لنا الإغاثة الإسلامية”

تقول أُم لأربعة أطفال، واصفةً الدعم الذي تلقته لمساعدتها في كسب لقمة العيش: “حصلنا أخيرًا على الثمار لبيعها من أجل الربح والاعتماد على أنفسنا بدل الاعتماد على المساعدات الشهرية، لقد جئتُ في الأصل من بيئة زراعية من قريتنا في سوريا، لكن فريق الإغاثة الإسلامية ومهندسُوها الزراعيين قدموا لنا أيضًا مزيدًا من التدريب. والآن أستطيعُ أن أساعد أصدقائي الجُدد في المشروع وأعلمهم ما تعلمتهُ من خبرات كبيرة “.

عائلةُ هدى هي واحدة من 450 عائلة في المنطقة التي تتلقى المساعدة من خلال مشروع الزراعة وتربية النحل ومشاريعُ دعم التنمية المهنية، التي تقدمها الإغاثة الإسلامية. حيث تم منحُ العديد من هذه العائلات قطعًا من الأرض، حتى يتمكنوا من زراعة الطماطم والفراولة وتربية خلايا النّحل لإنتاج العسل، مما يوفرُ مصدرًا آمنًا للغذاء والدخل اللازم.

مشاريع الغذاء وسُبل العيش