المياه والصرف الصّحي والنظافة العامة

تعملُ الإغاثة الإسلامية على تسهيل الوصول إلى إمدادات وخدمات المياه والصرف الصّحي والنظافةُ العامة (WASH)، من خلال المساعدات التي قدمتها في عام (2020) بما يخصُ الصرف الصحي، فضلًا عن أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات. نحن نساعدُ أيضًا في تحسين ممارسات النظافة للأشخاص المعرضين للخطر شمال سوريا.

ومن المشاريع الحيوية التي قُمنا بإنشائها، كانت عبارة عن شبكات لضّخ المياه بالطاقة الشمسية، وكذلك شبكاتُ الصرف الصحي وحاويات القمامة في منطقة شمال حلب، وقدمت الإغاثة الإسلامية دعمًا إضافيًا للأشخاص ذوي الإعاقة، مع إعطاء الأولوية لهم للحصول على الدعم وضمان إمكانية الوصول إليه بكل سهولة، كما عملنا مع المجالس المحلية لبناء قدرتها على إدارة أنظمة المياه وإصلاح مصادر المياه الموجودة، بالإضافة إلى ذلك، قمنا بصيانة مرافق المياه والصرف الصحي في اثنا عشر مدرسة، وأظهرنا للسكان المحليين كيف يمكن لممارسات النظافة الجيدة أن تساعد في منع انتشار الأمراض وكورونا بشكل خاص.

إجمالًا، وصلت مساهماتُنا الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى أكثر من 312,000 شخص، حيث تم فحصُ درجة حرارة أم ماهر خلال إحدى زياراتها المتكررة للمركز الطبي للإغاثة الإسلامية في قرية رام حمدان. إنها واحدة من مجموعة الإجراءات الوقائية المتخذة في مراكزنا الصحية، لحماية المرضى والموظفين أثناءُ جائحة كورونا.

 

“واجه الأطباءُ كل أشكال الخوف والموت في سوريا التي دمرتها الأزمة، لكن مع بداية انتشار كورونا لا يزال يتملكنا الخوف”

هناك الأن جبهة أخرى في سوريا لمكافحة فيروس كورونا. الدكتور أحمد غندور الذي يعملُ جراحًا في مستشفى الرحمة في دركوش بإدلب، يتأملُ الخطر القادم الذي يواجهُ الأشخاص المستضعفين بالفعل، بقوله: “إذا كانت الدولُ الأكثر ثراءً، بكل مواردها وقدراتها، غير قادرة على السيطرة على جائحة كورونا، فما هو الأملُ في بلد دمرتهُ الأزمة، فنحنُ نعيشُ حالةً يُرثى لها وشعبُنا منهك جسديًا ونفسيًا؟ لقد واجهنا البراميل المتفجرة والدمار والنُزوح، ونواجه الأن الخطر الجديد لكورونا، حيث يصيبُنا المرض بالخوف على حياتنا وعلى حياة كل طبيب آخر، اعلمُ أنني قد أُعرضُ حياة عائلتي للخطر، فعندما أعودُ إلى المنزل، كيف يمكنُني أن أقول لابني ابق بعيدًا عني، لأنني قد أكون مصابًا بفيروس كورونا؟ “

ففي المستشفى نتبع أساليبًا صارمًا للنظافة، ولكن المستشفى لا تستطيعُ تحمل تكاليف المواد للعناية الشخصية، وبالفعل قامت منظمات مثل الإغاثة الإسلامية بتزويدنا بأقنعة وقفازات، بالإضافة إلى المعقمات والصابون والمواد الأساسية الأخرى. وكان لهذا أثرًا كبيرًا في الحد من انتشار الفيروس بين الكوادرُ الطبية.

ومع ذلك، فإنّ التحدي المتمثل في حماية المرضى وأُسرهم لا يزالُ قائمًا.

وهنا يكافحُ الناس كثيرًا للحصول على ما أمّكن من الاحتياجات الأساسية لإطعام أسرهم، فكيف يمكنُهم تحمل تكاليف معدات الوقاية الشخصية؟

يعيشُ معظم الناس هنا في مخيمات ويواجهون تحد كبير جدًا، فلو حاولوا حجر أنفسهم فلن يستطيعوا ذلك، بسبب مشاركتهم خيامهم الصغيرة مع أسرهم، أو في منازل تضمُ العديد من العائلات، أو حتى إذا خرجوا في محاولة لكسب لقمة العيش لإعالة أسرهم، فسيكون ذلك سببًا يعرضهم لخطر أكبر لانتقال المرض لهم؟ فمهمةُ الحجر الصحي تكادُ تكون مستحيلة في ظّل ما يعيشه النازحون من تحديات كبيرة، فنحن نواجهُ نقصًا في كل شيء، فلا يستطيعُ الناس شراء الأدوية الأساسية في كثير من الأحيان، ونحن نواجه صعوبةً في تأمين الأدوية المناسبة للمرضى، نحن بحاجة ماسة إلى المزيد من أسّرة العناية المركزة، ونحتاج بشدة إلى أجهزة التنفس الصناعيّ والأكسجين، كل روح تُفقد هي مأساة أخرى تُضافُ في سجل الأزمة، حيث يواجهُ السوريون خطرًا أكبر مع هذا المرضُ ، أشكرُ كلًّ من وقف إلى جانب الشعب السوري خاصةً الإغاثة الإسلامية، الذين قدموا أجهزة العناية المركزة وساعدوا في خفض تكلفة العلاج للعديد من المرضى. كما قاموا بتوفير أجهزة غسيل الكلى وساعدوا في إنشاء مركز لعلاج المصابين بـفيروس كورونا. إنهم يشعرون بألمنا ويقفون معنا في أحلك الأوقات “.