“توفي زوجي منذ 14 عامًا، أنا أرملة أُربي أطفالي بمفردي، كان لدينا في السابق وظائف وعمل في المزارع، كنا سعداء نجني المحاصيل ونبيعُ منتجاتنا الزراعية، ولكن مع نُشوب الأزمة اضطررنا للهرب وترك كل شيء خلفنا.

تعرض منزلنا للقصف فاضطررنا إلى الفرار، أُصيب ولداي خلف ومحمد إثر انفجار لُغم أرضي، وأُصيب كلاهما بجروح خطيرة، ثمّ نُقل خلف إلى تركيا لتلقي العلاج، وتوفي ولدي محمد متأثراً بجراحه، وتم استدعائي لرؤية ابني، في البداية ظننتُ أنه مُصاب، لكن عندما رأيته أدركت أنه قد مات. لا أعلم ماذا حصل، بكيتُ كثيرًا، ولن أنسى أبدًا اليوم الذي مات فيه ولدي، لدينا عشرة أفراد في العائلة، اعتنى زوجي بنا إلى أن وافتهُ المنية”. كما تقول النازحة وضحة

الحزن والضيق

اجتازت وضحة وعائلتها رحلة مليئة بالمخاطر، وهم يعيشون الأن في مخيم للنازحين في الشمال السوري.

استغرقنا شهرًا كاملًا للوصول إلى هذا المخيم، أقمنا تحت شجرة زيتون لمدة أسبوع كامل دونّ طعام أو ملابس أو مأوى. وأخيرًا قامت إحدى المنظمات بتقديم الخيام لنا.

مرت سنتين ونحنُ على حالنا نواجهُ المصاعب والمتاعب في هذا المخيم، لا يستطيع ولدي خلف مساعدتنا لأنه لا يزال مصابًا، يمرُ بنا فصلُ الشتاء القارس، لا نملكُ المال لشراء مدفأة أو حتى مواد التدفئة، نقوم بجمع أعواد الحطب من الأراضي المجاورة للمخيم من أجل اشعالها والحصول على شيء من الدفء.

نعيش في ضيق من الحال، أتمنى أن نتمكن من الحصول على جميع احتياجاتنا، فنحنُ نحتاج للفراش والبطانيات ومواد التنظيف وأدواتُ المطبخ.

ذكريات مريرة

لقد تغيرت حياتنا كثيرًا منذ أن غادرنا قريتنا، لكننا الأن بحاجة إلى الكثير من الأشياء التي لا يمكننا شراؤها، فقدنا كل شيء، فقدت ابني وزوجي وأموالي ومنزلي وابني الآخر أصيب بجروح خطيرة، وفقدنا كل شيء، لا أستطيعُ وصف ما أشعر به الآن. ليس شعورًا سهلًا، ويعاني الكثير من النازحين من تلك المصاعب والأزمات التي مررنا بها، نرجو من الله أن تنتهي هذه الأزمة كي نعود الى ديارنا.