” الفوسفور، مخاوف جديدة على إدلب”

أثارت تفجيرات الفوسفور المعلن عنها مخاوف جديدة لسكان مدينة ادلب في سوريا، التي تعاني من تصاعد التوتر من جديد.

أفادت الأنباء أن حوالي 40 قنبلة محملة بالفوسفور الأبيض أطلقت في خان شيخون في منطقة تم إخلاؤها إلى حد كبير نتيجة لهجمات سابقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. لكن العاملين في الإغاثة الإسلامية يقولون إن بعض الناس ما زالوا يعيشون في مزارع ومناطق ريفية قريبة من موقع القصف، لأنهم لا يملكون وسائل للمغادرة.

وقال “أحمد محمود”، مدير مكتب الإغاثة الإسلامية في سوريا: “يُعاني السكان كثيرًا بسبب سلسلة من الهجمات على مدينة ادلب، لكن هذه القنابل الفوسفورية أثارت مخاوف من انتشارها في المناطق المأهولة.”

فرق الإغاثة الإسلامية في إدلب تسلط الضوء على أن هناك منشأة صحية واحدة فقط في المنطقة لديها القدرة على إدارة الحروق الناتجة عن مثل هذه الهجمات، وبالتأكيد لن تكون قادرة على التعامل مع عدد كبير من الإصابات، وخاصة الحروق الكيميائية. 

“استمرار المعاناة”

سمع فريق الإغاثة الإسلامية الليلة الماضية، دوي انفجارات ضخمة، تأكد فيما بعد أنها هجمات صاروخية عنيفة على مدن وقرى في ريفي إدلب وغرب حلب، كما استهدف قصف جوي مخيم كفر عميم للعائلات النازحة شرقي إدلب، ما أدى إلى مقتل سيدتين وإصابة 19 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال.

تسببت هذه الهجمات بنزوح جماعي. وفقًا لبيانات مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات التي جمعتها الأمم المتحدة وتحالف مجموعات الإغاثة في الداخل السوري، نزح أكثر من 70 ألف شخص بين 1 فبراير و10 مارس 2019.

“ثماني سنوات من الأزمة وما زالت مستمرة. ما مقدار ما يمكن أن يتحمله الشعب السوري برأيك؟ “

ويضيف “أحمد محمود”:

“فرَّ الناس في إدلب للنجاة بحياتهم مرارًا وتكرارًا، ويعيشون الآن ظروف معيشية قاسية يرثى لها في البرد القارص، في حالة من الصدمة، يتسولون لإطعام عائلاتهم. إنهم يستحقون المزيد.”

تضررت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية من الغارات الجوية في إدلب، أو اضطرت إلى الإغلاق بسبب نقص التمويل.

يتصل العاملون في القطاع الصحي بالإغاثة الإسلامية وهم في حالة يأس، لأنهم لم يعودوا قادرين على العمل، للأسف عدد الإصابات في الهجمات الأخيرة كبير للغاية، وهم بحاجة للعلاج والرعاية الصحية.

وأضاف أحمد محمود: “هناك شعور كبير بالذعر في إدلب الآن، حيث تضطر المزيد من المرافق الصحية إلى الإغلاق بالتزامن مع تصاعد الهجمات. ستشكل هجمات الفوسفور على المدنيين عواقب وخيمة، حيث لن تتمكن المستشفيات من التعامل مع هذا النوع من الاصابات وتقديم العلاج المنقذ للحياة الذي سيحتاجه الناس بشكل عاجل.”

“أينما كانوا وبغض النظر عمن يتحكم بهم، يجب ألا يكون المدنيين مستهدفين من قبل أطراف النزاع، ويجب أن يحصلوا على الرعاية الصحية المنقذة للحياة. يجب على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لضمان استمرار وصول المساعدات إلى من يعيشون في أزمات.”