الرعاية الصحية الطارئة للنازحين السوريين

منذ اندلاع الأزمة في سوريا، شهدت البلاد اضطرابات في شتى مناحي الحياة تقريبًا. فقد شهدت ازدياد في نسب البطالة والفقر، ونقص في الوصول إلى الموارد، وجولات متتالية من العنف. لا يعرف الكثير متى تأتي وجبتهم التالية. لا يزال الأطفال يتعرضون للقتل واليتم والحرمان من حقهم في التعليم.

في شمال غرب سوريا، تعتبر الإغاثة الإسلامية واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية القليلة التي لا تزال تعمل على الأرض، نزح الآن أكثر من 900,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

أدت ظروف الشتاء القاسية في المنطقة إلى تفاقم الوضع، وهناك تقارير عن وفاة الأطفال بسبب درجات الحرارة المنخفضة.

علاوة على ذلك، فإن قطاع الرعاية الصحية على وشك الانهيار. هذا العام فقط تعرضت أكثر من 15 مستشفى تدعمها الإغاثة الإسلامية للهجوم. يقول ناصر حاج أحمد، الرئيس التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية: “إن هذا تذكير بمدى الحاجة الملحة إلى رؤية نهاية لهذه الأزمة”.

أدى استمرار الصراع إلى تفاقم الوضع الإنساني خاصة في إدلب، وارتفعت تكلفة السلع الأساسية. ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 21٪ في الشهرين الماضيين، مما أثر على عمل المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأخرى.

بالإضافة إلى الصعوبات في الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، هناك مخاوف أمنية كبيرة تحيط بمرافق الرعاية الصحية، ونقص حاد في الإمدادات الطبية، مما يجعل الكثيرين غير قادرين على الحصول على الرعاية الصحية العاجلة التي يحتاجونها.

استجابة الإغاثة الإسلامية

من أجل المساعدة في مكافحة وضع الرعاية الصحية السيء في شمال غرب سوريا، تدير الإغاثة الإسلامية مشروعًا يقدم دعمًا حيويًا لقطاع الرعاية الصحية.

سيوفر التدخل الممول من شركائنا في السويد، خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة لأكثر من 500,000 شخص متضرر من النزاع في شمال غرب سوريا، أكثر من النصف نساء.
لقد تمكنا بالفعل من تقديم دعم الرعاية الصحية المنقذة للحياة لما يقرب من 140,000 شخص.

تدير الإغاثة الإسلامية مرافق رعاية صحية، مثل وحدات الطوارئ المتنقلة والمراكز الصحية ومراكز غسيل الكلى المتخصصة. “في الآونة الأخيرة، قمنا بدعم مراكز جراحة القلب المفتوح بالمعدات والإمدادات الطبية الأساسية”، كما يقول محمد، مسؤول الصحة في منظمة الإغاثة الإسلامية في سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، نقدم أُجورًا لموظفي الرعاية الصحية وتكاليف التشغيل والتدريب الأساسي.
نحن نقدم أيضًا وسائل نقل آمنة وموثوقة لأولئك الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، وننشئ أنظمة إحالة ونقل بين مرافق الرعاية الصحية، مما يسمح للمرضى بالتنقل بسهولة من منشأة إلى أخرى عند الضرورة.

تعمل الإغاثة الإسلامية بشكل وثيق مع المجالس المحلية والسلطات الصحية والمنظمات الإنسانية الأخرى، من أجل ضمان سير هذا المشروع بسلاسة وتقديم الدعم الأكثر فاعلية.

علاج منقذ للحياة لأحمد

منذ عام 2019، ندعم مركزًا لأمراض القلب في شمال غرب سوريا يقدم إجراءات قلبية معقدة، مثل جراحة القلب المفتوح.

نفَّذ المركز العملية الأولى على أحمد البالغ من العمر 75 عامًا من كفرنبل شمال سوريا.

“كنتُ أعاني من انسداد في أربعة شرايين، وأُجريت لي قسطرة قلبية.”

يقول أحمد: “الصدمة والنزوح المستمر الذي واجهته بالإضافة إلى الصدمات المتتالية، هي السبب في معاناتي الصحية السيئة، وتسبب الإجهاد في انسداد الشرايين، وفقًا للمتخصصين”.

“قبل إجراء العملية، كنتُ أعاني من صعود الدرج إلى شقتي في الطابق الرابع … كنتُ أشعر أيضًا بالتعب الشديد والنوم كثيرًا، بسبب ضيق التنفس”، يشرح.

كان يخطط في البداية للسفر إلى دولة مجاورة لغرض إجراء العملية. كان من الصعب جدًا في حالته، فضلًا عن كونه مكلفًا. يقول أحمد: “عندما سمعت عن هذا المستشفى، توجهت إليهم مباشرة، وحددوا موعد العملية بسرعة كبيرة”.
بعد إجراء العملية ونجاحها، تحسنت صحة أحمد بشكل ملحوظ.
“الحمد لله، أنا في أفضل حالة … شعوري لا يوصف.

“أشكر المستشفى والطاقم الطبي على الخدمة المتميزة التي قدموها لي. لا يمكنني حتى التعبير عن مدى سعادتي بالمساعدة المذهلة التي قدموها لي.”

“هذا المركز مصدر فخر لنا وللعالم كله … أشكر الإغاثة الإسلامية على جهودها الكبيرة، وآمل أن تستمر في دعم هذا المركز، لما له من أهمية قصوى عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الأرواح”.