يعيش العديد من الأفراد في سوريا تجربة صعبة نتيجة للأزمة الطويلة والكوارث الزلزالية التي شهدتها البلاد. مما سبب لدى العديد إعاقات بدنية، نتيجة فقد أطرافهم بسبب الأحداث المأساوية،

يشكل مركز الأطراف الصناعية مصدرًا مهمًا لإعادة بناء الأمل لهؤلاء الأفراد، من خلال توفير أطراف صناعية تعينهم على الاستمرار في حياتهم

تدريب علي على المشي بعد تركيب الطرف الجديد

 

كان يوماً عادياً حينما كنت العب وأمرح مع أصدقائي بين الأشجار في بساتين مدينة سرمدا، لكن فرحتي تحولت إلى كارثة.
لم الاحظ وجود خط كهربائي يعلو إحدى الأشجار، ارتطمت به وانتقلت الكهرباء إلى كامل جسدي ومن شدة توتر الخط الكهربائي، فقدت قدمي اليمين واصبت بحروق شديدة، وتم اسعافي إلى أحد مشافي المنطقة، وقاموا ببتر قدمي اليمنى.
كان من الصعب ان أكمل الحياة بطرف واحد، أصبحت غير قادر على الذهاب الى المدرسة بسبب تنمر وسخرية بعض الأطفال
الأطراف الصناعية الجديدة ثمنها مرتفع جداً، ولا يتوفر لدينا المال لشرائها. قامت إحدى الفرق التطوعية في الإغاثة الإسلامية، بالتنسيق من أجل توفير طرف مجاني لي، وتم اخذ المقاسات والمعلومات المطلوبة من قبل الفريق الفني المختص والبدء في مرحلة تصنيع طرف جديد، بعد مرور عدة أيام قام فريق الإغاثة الإسلامية بنقلي إلى مركز الأطراف الصناعية وتم تركيب طرف جديد لي. لحظات من السعادة والسرور، لن انساها ابداً.
انا الآن قادر على المشي بشكل طبيعي تقريباً، بعد حصولي على عدة جلسات تدريبية ضمن المركز.
الآن أستطيع الذهاب الى المدرسة والتحرك بسهولة داخل طرقات المخيم، والعب مع اخوتي وأصدقائي.
سوف أكمل دارستي وأتمنى ان أصبح طبياً لتفخر بي ولدتي.
رأفت العثمان – مشرف تقني في مركز الإغاثة الإسلامية للأطراف الصناعية
تعرض علي، لحادث صعق كهربائي قبل أكثر من عامين، أسفر عن بتر أسفل ركبته، بالإضافة إلى إصابة في يده وضعف النطق.
تم تجهيز طرف سفلي للطفل علي، باستخدام تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد، وبفضل الله، تمت عملية تركيب الطرف، بعد أخذ المسحة من مكان البتر، وصناعة الطرف داخل المركز، حيث تم تجهيزه من مادة الياف الكربون، مما يمنحه ميزات الصلابة وخفة الوزن. ويقدم المركز خدمات علاج فيزيائي شاملة، بالإضافة إلى توفير وتصنيع الأطراف الصناعية للأطراف العلوية والسفلية.
 يتميز المركز بكونه الوحيد في شمال سوريا الذي يقوم بعملية تصنيع الأطراف الصناعية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي اتاحت الفرصة لتقديم أطراف لعدد كبير من المصابين، لم يكن بإمكانهم الحصول على أطراف صناعية.
يُقدم المركز خدماته بشكل مجاني للمصابين الذين فقدوا أطرافهم نتيجة للكوارث والأزمة التي استمرت منذ أكثر من 13 عامًا.
 يوجد مئات المصابين ذوي البتر يعيشون على أمل الحصول على طرف صناعي يساعدهم في العودة إلى حياتهم، ويبذل مركز الإغاثة الإسلامية من أجل صناعة أكبر قدر ممكن من الأطراف، وإعادة دمجهم في المجتمع كي يكونوا اشخاص فاعلين وبث الأمل في نفوسهم.
مركز الأطراف الصناعية يمثل بوابة أمل للمصابين في سوريا، حيث يسهم في إعادة بناء حياتهم وتمكينهم من التكيف مع التحديات اليومية.