في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نرسلُ التحية لأبطالنا العاملين في المجال الإنساني داخل الميدان.
Blogger: Mohammed Hamza
محمد حمزة، 28 عامًا تخرج من كلية الاقتصاد في جامعة حلب، وفي عام 2012 تقدمُ بطلب للحصول على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للأعمال والتمويل، توقف حلمهُ عندما أصبح محاصر في منطقة حرب مشتعلة وهو في طريقه إلى المطار.
بسبب الأزمة، لم أستطع العودة إلى حلب وكنتُ عالقًا في الجزء الشرقي من الغوطة / ريف دمشق، تم محاصرة المنطقة بأكملها وقصفُها بالبراميل المتفجرة. لمدة 18 شهرًا، لم يكن هناك شيء نأكلهُ.
“بسبب الجوع، لم يكن أمام الناس بديل آخر سوى أكلُ أوراقُ الشجر والعشب، كانت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية ترتفعُ كل لحظة. أصبح الطعامُ باهظ الثمن لدرجة أن كيلوغرامًا واحدًا من الدقيق يكلفُ 30 دولارًا أمريكيًا، ووصل الكيلوجرام الواحد من السكر إلى 25 دولارًا.

بعد عامين من الجوع والألم والخوف من الموت، تمكنتُ من العودة إلى إحدى ضواحي حلب، هناك بدأت العمل في مجال المساعدات الإنسانية. “بعد رحلتي الطويلة، شعرتُ أنه من واجبي أن أفعل كل ما في وسعي لتقديم المساعدة للناس المحتاجين والتخفيف من معاناتهم، بدأتُ العمل في الإغاثة الإسلامية كمراقب ميداني في ضواحي حلب وإدلب، الوضع الكارثي، جعلني أُعاني قلة النوم بسبب ما أراه كل نهار وليلة في سوريا، المجاعةُ والموت في كل مكان. من الصعب جدًا الانفصال عن الوضع الحالي.”
“هناك العديد من القصص المُؤلمة عالقة في ذهني، لكن قصة نور البالغة من العمر 12 عامًا هي واحدة من أصعب القصص.”
كنتُ أقومُ بتسليم عائلتها حصة غذائية من الإغاثة الإسلامية، اعتادت هي ووالدتها على الوقوف في الطوابير لساعات للحصول على الطعام، رأيتها مؤخرًا بعد أن فقدت والدتها وشقيقها الصغير، كما فقدت إحدى عينيها، كانت تبكي لفقد والدتها، هذا المشهدُ الصعبُ جعلني وجميع زملائي ننفجرُ من البكاء.
معظم الأطفال السوريين مثل نور. لا أعرف ماذا أقول أو كيف أساعدهم، على سبيل المثال أحمد، يبلغ من العمر 16 عامًا، وقد فقد والدهُ منذ بضعة أشهر، وبعد أسبوع فقد والدتُه وإخوته وأخواته الصغار عندما أصاب منزلهم صاروخ متفجر، كان يقوم بنشل جُثثهم بيديه من بين الركام. يمسكُ ما تبقى من شعر والدته – ويدعوها كي تأخذهُ معها.
“ما الذي يمكن لأي شخص توفيره لهذا الصبي الصغير؟ إنه أمرً صعب للغاية ولكنه يجعلني أقوى على مواصلة عملي.”
“بمساعدة المحسنين و العاملين الجادين في المجال الإنساني، سنواصلُ العمل ونحاول أن نزرع الأملُ لمساعدة شعبنا”.