أم عمر هي أم لثلاثة أطفال، فرت من منزلها شمال مدينة حماة بعد مقتل زوجها.

قالت أم عمر (29 عاما): “صُدمتُ عندما تلقيتُ نبأ وفاة زوجي، عندما تفقدُ المرأة زوجها، فإنها تفضلُ أن تكون ميتةً بدلًا أن تكون على قيد الحياة، اضطررنا إلى النزوح من القرية.

قبل الأزمة كنا نعيشُ حياة مثالية، لكن منذ مقتلُ زوجي ووصولنا إلى هذا الحالُ المأساوي، فقدتُ كل شيء، ليس لدينا من يُعيننا، حتى أعمامي لم يقدموا لنا العون، لقد تركونا، الأن ليس لدينا معيل سوى الله.

“صعُبت علينا الحياة في هذا المخيم، سابقًا في مدينة حماة كنا نملكُ منازل خاصة بنا، ويتوفر المالُ والأمان، ولكن هنا في المخيم لا يوجدُ مكان مريحً للنوم، لا بطانيات، ولا ماء، ينعدمُ الأمان وأدنى مقومات الحياة.

مرت فترة طويلة من الوقت لا ننام فيها على فراش، لقد عانى أطفالي في الشتاء لأن خيمتنا لم تكن محمية جيدًا، لذا تسربت المياهُ إلى الداخل. 

تكافح من أجل إعالة الأطفال

بينما تصارع أم عمر حزنها، تخشى أم عمر على أطفالها وتقلقُ على مستقبلهم تقول: “لدي ثلاثةُ أطفال، إنهم بحاجة إلى الكثير، ولا يمكنني تقديمُ أبسط شيء لهم، لا يمكنني توفيرُ الطعام لهم، يسألُ أطفالي باستمرار عن [والدهم]. يقولون، “أين أبونا؟” يعتقدون أنه سيعودُ، لكنه لن يفعل.”

“ما زلنا لا نملكُ كل ما نحتاجه، لا حليب أو حفاضات أو أشياء أخرى أحتاجها لأطفالي، في العيد لا أستطيع إعطاء أطفالي ملابس جديدة لارتدائها مثل الأطفال الآخرين. ليس لدينا كهرباء، ولا مدفأة، بدأتُ في العمل، وأفعل ما بوسعي لكسب المال، حتى أتمكن من شراء الحليب والملابس لأطفالي. أطفالي محرومون الأن من الحصول على التعليم والدراسة في المدارس والشعور بالأمان، يقلقني جدًا العيش في مجتمع المخيمات، لا يوجد ما يكفي من أدوية لجميع الأطفال”.

تحلم أم عمر كما يحلم العديد من السوريين الذين فقدوا كل شيء في هذه الأزمة المفجعة، تأملُ أم عمر أن تنتهي الأزمة، لتتمكن من البدء في بناء حياة عائلتها من جديد.

“آمل في المستقبل، أن نعود إلى منازلنا و يعم الأمان، ويكون المستقبل أكثر إشراقًا إن شاء الله”.