سبل عيش مستدامة في شمال سوريا عبر دعم الثروة الحيوانية والزراعية

بعد عشر سنوات من بدء الأزمة في سوريا، تساعد الإغاثة الإسلامية آلاف العائلات التي نزحت من ديارها لكسب لقمة عيشها.

فقد أبو زياد ابنه عندما تعرضت قريته للقصف، وهو الآن يعتني بأحفاده الأيتام. فمنذ تركهم لمنزلهم نزحت الأسرة مرارًا وتكرارًا، حيث تعرضت قرية بعد قرية للهجوم والنكبات.

لقد كان الأمر محزنًا ومؤثرًا بشكلٍ خاص على أحفاد أبو زياد، الذين شهدوا الكثير من الفظائع.

قبل عملية النزوح كان يعمل الجد أبو زياد مربيًا للأغنام، لكنه فقد قطيعه ومصدر رزقه خلال الغارات الجوية. قدمت الإغاثة الإسلامية للجد نعاج حوامل، لتربيتها لإنتاج الحليب وبيعه في السوق. وهو الآن يوفر رعاية متخصصة للأغنام.

رعاية الأغنام

“نستيقظُ باكرًا كل صباح لإطعام الخراف. ثم نحلبها ونخرجها من الحظيرة ومن ثم ننظفها، ثم نقدم لهم الطعام في الظهيرة، وفي المساء نتحقق من صحتهم بحثًا عن أي علامات تدل على العدوى أو المرض “.

بعد فترة وجيزة من تلقى الدعم من الإغاثة الإسلامية، ولدت الأغنام، وعمل أبو زياد بجد في حلب النعاج، مما أدي لإنتاج الجبن والحليب بشكل جيد، وبالتالي بيع المنتجات من أجل الربح، مما منحه دخلاً كافياً لشراء الطعام لإعالة أسرته الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الأغنام ما يكفي من الحليب لأبو زياد وعائلته، للاستمتاع بمنتجات الألبان الطازجة والمغذية بشكل يومي.

الاعتماد على الذات مرة أخرى

“عندما وصلنا لأول مرة، كان علينا الاعتماد على الطعام الذي يقدمه لنا جيراننا. اعتدنا أن نشرب الحليب مرة واحدة أسبوعيًا، الآن بفضل الله تعالى يمكننا صنع الحليب والجبن بأنفسنا، وشراء أغذية أخرى كالخبز والخضروات. بفضل هذا المشروع يشرب أحفادي الحليب كل صباح.”

أبو زياد مع أحفاده الأيتام.

عزَّز المشروع دخل ما يقرب من 2000 أسرة في شمال سوريا. لقد استلموا الماشية والأعلاف واللقاحات وبذور القمح والأسمدة، لبدء مشاريعهم المستدامة. شكلت الإغاثة الإسلامية أيضًا لجانًا محلية، ووفرت لهم التدريب اللازم للزراعة والمقترحات لخوض التجربة في السوق المحلية، ولتمكينهم من بيع منتجاتهم من أجل الربح. بالإضافة إلى ذلك، قدم متخصصو الإغاثة الإسلامية البيطريون والمهندسون الزراعيون للسكان نصائح عملية.

لقد كان له أثر قوي بشكل خاص من خلال تخفيف معاناة الأسر التي تواجه جائحة فيروس كورونا، الذي فرض ضغطًا كبيرًا على مشاريع سبل العيش في جميع أنحاء المنطقة، ما يضطر الآباء للمخاطرة بحياتهم والخروج بحثًا عن رزقهم ورزق أطفالهم، أو البقاء في المنزل والمعاناة من الجوع هُم وأطفالهم خوفًا من كورونا.

أتاحت الإغاثة الإسلامية هذا النوع من المشاريع للعائلات، وبشكل خاص لتلك العائلات التي لديها أرامل وأيتام، لإتاحة الفرصة لهم، والاعتماد على أنفسهم بكسب دخلهم من عملهم الخاص، الذي يمكنهم من القيام به لوحدهم دون الحاجة لمخالطة الأخرين، وبالتالي حصول تباعد اجتماعي بشكل يحميهم من خطر الفيروس التاجي.

دعمك سيرسم الأمل والابتسامة على وجوه آلاف العائلات، كأسرة أبو زياد. سيُمكنهم من الاستمرار في دعم أسرهم، لبناء مصدر دخل قوي يمكنهم الاعتماد عليه. على حد تعبير أبو زياد، “نأمل أن تستمروا في هذه المشاريع النوعية، لما لها من أثرٍ إيجابي كبير على الأسر الفقيرة التي عانت من هذه الأزمة”.