في الساعة السادسة من صباح يوم السبت، بعد عدة غارات مكثفة على الحّي الذي أقطنُ فيه في حلب، اضطررتُ إلى مغادرة منزلي بحثًا عن مكان آمن، كما غادرت جميعُ العائلاتُ المنطقة لتصبح مدينةُ حلب خالية إلا من ركامها.”

المدونُ: طاهر محمد، 22 عامًا، متزوج وأب لطفل، اضطر إلى مغادرة منزله في حلب والبحث عن الأمان في إدلب.

شوارعُ مدينة حلب فرغت من الناس وبقيت مليئة بالدمار والحطام.

طلبتُ من زوجتي الاستعدادُ لمغادرة المدينة ، وقلبي يكادُ ينفطرُ حزنًا على فراق منزلي ومدينتي، تفيضُ الدموع من عينيّ وأنا أنظرُ إلى جدران منزلي لآخر مرة، متمنيًّ من الله ألا يطول الفراق، استعدت زوجتي ثمّ أغلقتُ باب المنزل ويداي ترتجفُ من شدة التوتر بينما تمسك المفاتيح، صعدنا على متن دراجتي النارية وصوتُ القصف يقتربُ أكثر فأكثر، ثمّ سقط برميل متفجر بالقرب من مبنى مجاور لنا، حُجبت الرؤيةُ لدينا بسبب غبار القصف الكثيف، اضطررتُ لقيادة الدراجة بسرعة كبيرة للهرب، بات المكان يشكلُ خطرًا كبيرًا على حياتنا.

رأيتُ امرأة عجوز مُسطحة على الأرض تبدو وكأنها قد فارقت الحياة، اشتدت نبضاتُ قلبي وبدأتُ أشعرُ بتوتر وخوف شديد، لم أكن أعرف إلى أين أتجه، عبرتُ داخل بستان ممتلئ بالأشجار، شاهدتُ أطفالًا يهربون مع عائلاتهم ويبكون من شدة أصوات القصف الجنوني.

لم تتوقف القذائفُ والقنابل عن السقوط، للأسف تعطلت دراجتي النارية عن العمل في منطقة الخطر، حاولت إصلاحها، لكن محاولتي باءت بالفشل، لا أستطيعُ وصف تلك اللحظات، زوجتي تدعوا الله لينقذُنا من الموقف، وبفضل الله أقلعت الدراجة من جديد، وتابعنا رحلتنا حتى وصلنا إلى منزل أحد الأصدقاء، تناولنا القليل من الشاي وشعرنا ببعض الدفء والهدوء وفجأة!!!! بدأت القذائفُ تتساقط من جديد على المنطقة مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص في الشوارع.

انها آخرُ منطقة لجأ إليها آلافُ الأهالي من أحياء حلب، قبل الخروج من المدينة إلى إدلب.

القصة لم تنته بعد والكارثةُ والمأساةُ لا تزال مستمرة في الداخل السوري.

لا يوجدُ مكان آمن، إلى متى سنواصلُ البحث عن ملجأ؟