أقول لك إنني أحبُ كرة القدم كثيرًا، وأنتظر بفارغ الصبر المشي مرة أخرى، مثل بقية الأطفال للذهاب للسباحة وصيد الأسماك في البحر، يسطعُ شعاع أمل من عينيه، وتُضفي ابتسامته وضحكته الجميلة الفرح على قلوب كل من حوله.

“حسن الأشرم، فتى جميل مشرد يبلغ من العمر خمس سنوات من حلب، فقد والدته في الأزمة”.

منذ شهرين يخضعُ لعلاج قدميه في مستشفى عقربات شمال سوريا، إلى جانب شقيقته إيناس التي تُعاني أيضًا من إصابة في قدميها، يقول حسن: “كانت والدتُنا تطفئ الشمعة في غرفتي عندما سقط برميل متفجر على منزلنا، دون أن نسمع صوته. توفيت والدتي وشقيقتي على الفور، صرختُ أنا وأختي إيناس وبكيتُ من الألم، حتى جاء ثلاثة رجال ورفعونا من تحت الأنقاض ونقلونا إلى المستشفى.”

تمكنت إيناس من تلقي العلاج والتعافي من إصابتها.

“الأطباء هنا يعتنون بنا ويقدمون لنا الأدوية، لتخفيف الألم الذي نعاني منه”.

أنا سعيد للغاية لأنني سأتمكن من المشي واللعب مع أصدقائي، بمجرد إزالة التثبيت المعدني، سأبدأ التدرب على المشي، تمامًا كما الأطفال الآخرين.

الجميع يهتمُ بي هنا ويقدمون لي كل ما أحتاجه، أحبُ الأطباء هنا أشعر أنهم كالأمهات بالنسبة لي، أصيبت أختي إيناس أيضًا، يوجد قضبان معدنية مُثبتة في قدميها. عليها أن تستخدم عكازين في المشي وتنتظر إزالة التثبيت المعدني قريبًا بإذن الله، الناس هنا طيبون جدًا، لكنني آمل أن أخرج من هنا، وأمشي على قدمي. أريد أن أصبح مصورًا مثلك، سألتقطُ صورًا للأطفال والرجال لعرضها في الأخبار اليومية، إصابةُ صديقي إبراهيم خطيرة، إنه موجود في الغرفة المجاورة لي، الحمد الله سوف يتعافى قريبًا، أزوره كل يوم للاطمئنان عليه.

أدعو الله أن يشفي جميعُ المرضى الموجودين في هذا المستشفى حتى يتمكنوا من المشي على أقدامهم.

وأخيرًا أودُّ أن أخبرك أنني أحبُ كرة القدم كثيرًا، وأنتظرُ بفارغ الصبر المشي مرة أخرى، مثل بقية الأطفال للذهاب للسباحة وصيد الأسماك في البحر.”