يمكنك أن تكون حزينًا لبعض الوقت ويصبحُ الأمل خافتًا، ولكن عندما يأتي أحد لتقديم الدعم لك، فهذا يجعلك تقول: شكرًا لك يا الله، لا يزال الخير موجودًا في هذا العالم، لن أستسلم..

أفعلُ كل ما بوسعي للتغلب على الصعوبات، أستمد قوتي وإرادتي من أطفالي، ليس لديّ أحد غيرهم بعد الله، أتمنى أن أعيش معهم بسعادة بعيدًا عن الأزمة وأهوالها.

“فداء الجاسم، 39 عامًا، مخيم على الحدود السورية التركية”.

فداء، أم لثلاثة أطفال يعيشون في مخيم على الحدود السورية التركية، لم تمنعها مصاعبُ الحياة من العيش بسعادة في المخيم، تعتزُ بأطفالها الثلاثة، وتمنحهم الحب والحنان.

Fida Al-Jassem, 39 years old, camp on the Syrian-Turkish border.
“بإرادة قوية تتغلب على صعوبات الحياة”.

(تقول فداء): “أتمنى أن أعيش سنوات طويلة كي أُربي أطفالي تربيةً حسنةً، أود أن أُعلمهم، كي أفتخر بهم وأن أراهم يبنون مستقبل بلدنا الذي سئم الأزمات، وأنا أحلمُ أن أعيش حياة كريمة، أعيشُ هنا منذ عدة سنوات، بعيدًا عن عائلتي وأقاربي وبيتي، على أمل رؤيتهم مرة أخرى، في أحد الأيام ومنذ عدة أشهر تسبب المطرُ في انهيارات وسقوط جدار هذه الغرفة فوقي، مما أدى لكسر في إحدى الفقرات شكلت لديّ إعاقة شبه دائمة، لم أعد أستطيعُ المشي أو الجلوس جيدًا، وأحتاجُ إلى عملية جراحية.

أمضيت أربعة أشهر مُستلقية على السرير، غير قادرة على الحركة، منذ فترة قصيرة بدأت بالحركة، ثم تمكنت من المشي وتغلبت على الألم، أفعل كل ما بوسعي للتغلب على الآثار السلبية لهذه الحادثة، أبحث دائمًا عن شيء إيجابي لمحاربة الألم والعذاب الذي أواجه، أشعر بالسعادة والفرح عندما أتلقى العلاج المجاني في المستشفى، وقد أعطوني الدواء، لن أنسى قيمة المنظمات الإنسانية التي دعمتنا وساعدتنا منذُ بداية الأزمة في بلادنا،  عندما أراهم يقدمون لنا العلاج والأدوية، فإن ذلك يجلب الأمل إلى روحي، هذه المواقف تجعلنا نشعرُ بالأخوة، مما يمنحُنا الأمل في مواصلة الحياة.

بعد ست سنوات من التشرد، آمل أن أتعافى من إصابتي وأن أرى أطفالي يكبرون ويتزوجون، وأن أرى أحفادي. آمل أن يعم السلام في الكون، وأن تكون سوريا كما كانت، وآمل أن أعود إلى بلدنا وشعبنا وعائلاتنا.

لقد كانت ست سنوات من الأمل، الأمل في العيش في سلام وأمان، والأمل في العودة إلى أرضنا، مع غد مُشرق.